بين الصفح والصفع حرف Img_0510


شبكة رواد العرب::المجتمع العربي هنا فصحة من التواصل وابداء الاراء ومشاركة المعرفة





 

 

 بين الصفح والصفع حرف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
RoWAd4aRaB
مؤسس الشبكة
مؤسس الشبكة
RoWAd4aRaB


مشاركات مشاركات : 1221
المهنة : بين الصفح والصفع حرف Doctor10
بين الصفح والصفع حرف 1344961467471
التقييم : 1
الادارة

بين الصفح والصفع حرف Empty
مُساهمةموضوع: بين الصفح والصفع حرف   بين الصفح والصفع حرف Emptyالأحد ديسمبر 16, 2012 4:05 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الحِلم خُلُقٌ عظيم من أخلاق الإسلام،
وهو ضبطُ النفس عند الغضب، وكفُّها عن مقابلة الإساءة بالإساءة،

مع تحكيم المسلم دينَه وعقله عند إيذاء الآخرين له،
مع قدرته على ردِّ الإيذاء بمثله، والحليم اسمٌ من أسماء الله الحسنى.

يقول الإمام أبو حامد الغزالي في بيان معنى الحليم:

"الحليم هو الذي يشاهد معصية العصاة، ويرى مخالفة الأمْر،
ثم لا يستفزُّه غضبٌ، ولا يعتريه غيظ،
ولا يحمله على المشاركة إلى الانتقام، مع غاية الاقتدار"


شتم رجل الأحنف بن قيس كثيرًا، فلمَّا اقترب الأحنف
من الحي الذي يسكن فيه، قال للذي يشتمه:
يا هذا، إن كان بقي معك شيء، فقله هنا؛ لأني أخشى
أن يؤذيك فِتْيان الحي إن سمعوك.

قلَّة الحِلْم وكَثْرَةُ الغضب آفتان عظيمتان،
إذا انتشرتا في مجتمعٍ ما قَوَّضتا بُنيانه، وهدمتا أركانه،
وقادتا المجتمع إلى هوَّة سحيقة، ونخرتا كما السُّوس في جسر المجتمع المسلم
حتى يؤدِّي به إلى الهلاك والعياذ بالله، ألسنا نرى ضياع المجتمعات
الإسلامية واندثار آدابها، وكثرة الخلافات بين دولها وشعوبها،
فساعد ذلك على تقطيع الأواصر والرَّوابط، وإشاعة أجواء التَّباغض
والتَّدابر والتَّحاسد، وإظهار الشَّماتة على الأمَّة المسلمة من قِبَل أعدائها؛
يقول عليه الصَّلاة والسَّلام: ((إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق، ويعطي على الرِّفق
ما لا يُعطي على العنف، وما لا يُعطي على ما سواه))؛ رواه مسلمٌ.

إنَّ كمال العِلْم في الحِلْم، ولين الكلام مِفتاح ******،

يستطيع المسلم من خلاله أن يعالِج أمراض النُّفوس وهو
هادئ النَّفس مطمئن القلب، لا يستفزُّه الغضب، ولا يستثيره الحَمَق،
فلو كان الدَّاعي سيِّء الخُلُق، جافيَ النَّفس، قاسيَ القلب -
لانفضَّ من حوله الناس، وانصرفوا عنه فحُرموا الهداية بأنوار دينهم،
فعاشوا ضُلاَّلاً وماتوا جهَّالاً، وذلك هو الشقاء، وهو سببه وعلَّته.



بلَغَ سيدنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - قمَّةَ هذا الخلق العظيم،
وذروة هذا الأدب الرفيع، ونعرض لهذا الموقفِ الذي يبيِّن حلمَه
- صلى الله عليه وسلم - وسَعة صدره؛ فعن أنس بن مالك قال:
كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وعليه بُرْدٌ نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه بردائه
جذبة شديدة، حتى نظرتُ إلى صفحة عاتق رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قد أثَّرت بها حاشية البرد؛
من شدة جذبته، ثم قال: يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك،
فالتفتَ إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أمر له بعطاء.

وقال علي رضي الله عنه: "من لانتْ كلمتُه، وجبتْ محبتُه،

وحلمك على السفيه، يكثر أنصارك عليه".

وقيل لقيس بن عاصم: ما الحلم؟ قال: أن تصل من قطعك،

وتعطي من حرَمك، وتعفو عمن ظلمك.



وها هو - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعفو عن رأس المنافقين في المدينة
عبدالله بن أبي بن سلول صاحب قالة السوء في أطهر الطاهرات عائشة
- رضي الله عنها - يقول في حقها تلك الإشاعة الكاذبة؛
ليهز بها كيان المجتمع الإسلامي كله، وينزل القرآن ليبرأها من
فوق سبع سماوات، ويوم أن يموت هذا المنافق يكفنه الرسول
في قميصه، ويصلي عليه، ويستغفر له بعظيم من الأخلاق الطيبة؛
من حلم وعفو وصفح، لكن الله - جل وعلا - يحكم في القضية بقوله
- تعالى -: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ
إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84].


وقال الحسن - رضي الله عنه -: المؤمن حليم لا يجهل وإن جهل الناس
عليه، وتلا قوله - تعالى -: ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].

وعن عبدالله بن جبير الخزاعي، قال:
"طعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
رجلاً في بطنه إمَّا بقضيب، وإمَّا بسواك، قال:
"أوجعتني فأقدني"، فأعطاه العود الذي كان معه،
ثم قال: ((استقد)) فقبَّل بطنه، ثم قال:
"بل أعفو عنك، لعلَّك أن تشفع لي بها يوم القيامة"؛
معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني - (ج 11 / ص 328).

وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -
صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمْ أَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟"،
فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ:
"يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ أَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟"، فَقَالَ: ((كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. سنن الترمذى - (ج 7 / ص 424).

وعن أبي ذر قال: "أوصاني خليلي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -

بسبع خصال، فلن أَدَعَهُنَّ حتَّى أَلْقاهُ: أمرني بِحُبِّ المساكين ومُجَالَسَتِهِمْ،
وأَنْ أَنْظُرَ إلى مَن هو دوني ولا أَنْظُرَ إلى مَن هو فوقي،
ولا أسأل الناس شيئًا، وأن أعفو عمن ظلمني، وأصل مَن قطعني،
وأن آخذ الحق وإن كان أمَرَّ من الصبر، ولا تأخذني في اللّه لومة لائم،
وأن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا باللّه"؛
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rowadarab.yoo7.com
 
بين الصفح والصفع حرف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بين الصفح والصفع حرف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة رواد العرب :: الأقسام العامة - General Section :: المنتدى الأسلامي-
انتقل الى: