ذهبت للبحر ونظرت اليه من بعيد

فقتربت شيئا فشي

و كلما اقتربت اكثر اتجاهه

كلما زادت دقات قلبي بالخفقان

مشيت ومشيت حتى تسلقت صخور الشاطئ

لاجد نفسي على الرمال القريبه منه

اقتربت واقتربت وانا اسمع موجات البحر وكـأنها تناديني

وتطلب مني ان احكي لها مافي قلبي

وما اشعر به في اعماقي

اقتربت على مسافة صغيره جداً

تكاد تفصل بين اقدامي وبين ماء البحر

نظرت لاتساع البحر وتذكرت سعة قلبي

التي تحملت من الهموم والاوجاع الكثير

فرفعت رأسي للسماء فرائيت جزء من القمر

صرت ابحث عن الأجـزاء الأخـرى فلم أجدها

ربما لاننا قاربنا على انتهاء الشهر فالسماء تودع

نور القمر شيئا فشيئ وهي واثقه بـأنها ستستقبله من جديد

في الشهر القادم

ولاكن .... نعم ولاكن

أنا لا اعرف متى ساستقبل حبي الوحيد

متى سـأرى نوره مكتمل في قلبي

فبـُعـده عني ظلام حالك كظلمة الليل في نهاية الشهر

عند غياب القمر نهائيا َ

وقفت أتـأمل أمـواج البحر وهي تتلاطم

فكل موجه بهيجانها تذكرني بتلاطم الدنيا بي

منذ ان افتهمت لهذه الحياه وبدأت أكتشف أسرارها يوما بعد يوم

صرت أفكـر في مصيري أين ستـأخذني هذه الدنيا وتحط برحالي

هل سـأغرق بين أمواجها ام أطفو على الشاطئ

صمت لدقائق لحظه تـأمل بين نفسي و البحر وفجـائه كـأن الأمـواج

تقترب مني أكثر و أكثر فمددت قدمي خطوة بخطوه لاجعلها تطفو

على الشاطئ وتبتل بمياه البحر

هنـا شعرت في داخلي بتناقضات بين الحزن و الفرح

شعرت بالفرح لانني لامست مياه البحر و أحسست ببرودته وملوحة

مياهه التي طفت على قدمي و اشعرتني بشي من السعاده

وكـأنني سأطير مع هذه الموجات لتأخذني الى منحى أخـر من المكان

الذي أنا به فيا ترى اين ستـأخذني هذه الموجات واين ستحط بي

اخذت احدثها الى اين اريدها ان تاخذني ...

فـأن هذه الموجات فهمت على حديثي فستاخذني للمكان الصحيح

والذي طلما تمنيت أن أصله ...

وان لم تفهمني ستتركني أصارع ما تبقى من حياتي من ألـم

و أوجاع التي تعتصر قلبي ...

فهنا وقتها شعرت بالحزن لانني أحس بالعجز في ان اصل بقلبي

لبر الأمـان حتى لا تتلاعب به الامواج لانني لوحدي لا أستطيع

إسعـاد قلبي ولـوحدي لا أستطيع أن أصل الى ما أحلم به إلا اذا

كان معي من تربع على عرش ذلك القلب الصغير

الدلووعة النجفية