MohAmEd R1V عض فعال
مشاركات : 169 التقييم : 2
| | لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ (قصيدة).محاكاة لواقعنا | |
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ*** فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ ***مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد*** ولا يدوم على حالٍ لها شان
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ ***إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ***ولوْ كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ*** وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ*** وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب ***وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له*** حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك ***كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الزّمانُ على دارا وقاتِلِه*** وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ يومًا ***ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ
فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة ***وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ
وللحوادث سُلوان يسهلها ***وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له ***هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فامتحنتْ*** حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ
فاسأل بلنسيةً ما شأنُ مُرسيةً ***وأينَ شاطبةٌ أمْ أينَ جَيَّانُ
وأين قُرطبة دارُ العلوم فكم*** من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين حْمص وما تحويه من نزهٍ*** ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما ***عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ*** كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية ***قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ***ما فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ*** حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ ***إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ*** أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها*** وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً*** كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ ***كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ ***لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ*** فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون ***وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ*** وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ*** أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ*** أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم*** واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ ***عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ*** لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما*** كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ ***إذ طلعت كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً ***والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ ***إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ | |
|
الأحد ديسمبر 09, 2012 2:35 am من طرف مارسيلا