جمال اللحظة


لماذا نشعر دوما بأننا نشتكي من أنفسنا لأنفسنا؟
ولماذا تنام آلامنا بداخل أعماقنا وتسكن
جروحنا في قلوبنا.. وتقبع ذكرياتنا
في ذاكرتنا؟ ولماذا نحبس دموعنا في مآقينا؟
ولماذا نُصر على عدم نسيان معاناتنا؟
وعندما تسير الأمور عكس ما كنا
نتمنى نتذمر ونندب سوء حظنا ومعاندة
ظروفنا لنا؟ تُرى لماذا لا نحسن الظن بالله فهو
من قال جل في علاه أنا عند حسن ظن عبدي بي؟
فلماذا لا نرمي همومنا وأحزاننا

ومعاناتنا ومآسينا وكل ما يُكدر علينا
حاضرنا، وكل ما يؤرقنا في مستقبلنا،
وكل ما آلمنّا في ماضينا، ونسلمه
بكل ثقلنا لملك الملوك وخالق القلوب
ومدبر الأمور الرءوف الرحيم الغفور،
لماذا لا نتيقن بأن حياتنا من صنع أفكارنا،
فنحن من نلونها من خلال نظرتنا لها،
ونشكلها من خلال عاداتنا السلبية
أو الإيجابية ومن نظرتنا المتفائلة أو
المتشائمة لأنفسنا وللآخرين،
الإنسان الإيجابي يطبق مبدأ
التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب،
ويسعى دومًا للتميز ويتطلع للنجاح مهما

كانت ظروفه، فهو يعرف هدفه
ويخطط له ويبذل أقصى ما لديه لتحقيق ما يريد،
ويركز على ما يمكن فعله؛
لأنه يعرف قدراته ومهاراته وميوله فلديه
من القوة ما يجعله يقبل، بل يسعى
نحو التحديات والفرص التي تتيح التطور
ولديه القدرة على رفض كل
ما هو سلبي أو كل ما يقلل
من نشاطه أو يحبطه،
ويؤمن أن الفشل ليس إلا خطوة نحو
النجاح، فلا يركن إلى الواقع السلبي،
ولا يصبح أسيرًا لآلامه، فإذا كان
يحلم بأن يحقق طموحاته، فسيتابع
تحقيق أحلامه، ولن يستمع لكلمات
الخاذلين لطموحه، ولن يرافق إلا
من يقوي من عزيمته ويشجعه..

فهو أولًا وأخيرًا يعتمد على الله سبحانه وتعالى،
ومؤمن بأن نظرته لذاته وطموحاته هما
اللذان يحددان نجاحه من فشله،
ويعتبر الإنجاز التزامًا يلبيه‎ لذا علينا
أن نجاهد في تعديل سلوكياتنا
ونواجه أنفسنا بعيوبنا وما أكثرها
فلا استسلام ولا تخاذل أو تمرد، علينا
أن ندربها على تعديل أي خلل، فما
العلم إلا بالتعلم، والحلم بالتحلم،
والصبر بالتصبر.. وحتى تكون
السعادة نابعة من أعماقنا علينا
أن ندرب أنفسنا على حسن الخلق،
وعلى المصارحةالصادقة والتقييم
الذاتي لكل تصرفاتنا.
فالحياة مشوار طويل وشاق مكتوب علينا

أن نسير فيه. .بكل ما فيه..
وأن نتذكر أن كل ثانية وكل
دقيقة وكل ساعة تخصم من أعمارنا،
ولا ندري في أي لحظة منها ستكون
هي لحظتنا الأخيرة لبقائنا على سطح هذا
الكون...لذا فلا شيء يستحق أن نتألم ..
أو نندم أو نندب أو نبكي أو نتذمر
من أجله، ولا شيء يستحق أن يجعلنا
نصل إلى مرحلة ننسى فيها السعادة،
ونتذكر الشقاء ونجتر تفاصيل معاناتنا..
فنتألم فوق آلامنا.. ونزيد خوفنا خوفًا..
ونعمق جروحنا نزفًا.. فلماذا لا نفكر
بأنه إذا أردنا أن نحيا في سعادة وراحة بال
في هذا الكون علينا بتغيير نظرتنا

للحياة، وأن نتقبل بكل رضا
قضاء الله وقدره؟
وأن نصحح أوضاعنا ونعود إلى توثيق
صلتنا بخالقنا، وأن نهزم أحزاننا
حتى لا تهزمنا، ونتحلى بالصبر،
ونتقبل واقعنا ونزرع الأمل في طريقنا،
وبذلك نبني علاقتنا ولا نهدمها، ونبث
في نفوسنا التسامح لكل من حولنا،
ونعبر بكل صدق وصفاء عن مقدار
حبنا لهم، ولا نؤجل أي أمر قد
يبعث الضحك والسرور لأنفسنا
ولأحبائنا، حتى نتذوق المعنى الحقيقي

للحياة، ولنواصل أحلامنا فالسعادة
تجعل أيامنا تسرع بنا إلى تحقيق الهدف،
أما الحزن فيجعلنا نتألم ونشعر بأن كل
ما نتمناه من سابع المستحيلات..
علينا السعي والبحث عن سعادتنا
المشروعة،وعن قلب يمتلئ بالدفء
والحنان ليكون عونًا لنا..
وبالتأكيد سنقابله في يومٍ ما
؛ لأنه حتمًاموجود في مكان
ما ينتظرنا وننتظره.




أنين السعادة
السعيد هو الشخص القادر على تطبيق
مفهوم الرضا بالقضاء والقدر،
ويتقبل الأقدار بمرونة وإيمان فأغمض
عينيك ولا تعاتب عند كل خطأ..
وستذوق السعادة، وإذا أردت أن تعيش
سعيدًا في العالم؛ فلا تحاول تغيير
كل العالم بل اعمل التغير في نفسك
لأنك لن تستطيع تغيير العالم من حولك.