سقط مرسيليا بشكل مدوّ أمام ضيفه لوريان بنتيجة (3-0) اليوم الأحد ضمن المرحلة السادسة عشرة من الدوري الفرنسي لكرة القدم. ووقّع ثلاثية لوريان التاريخية كل من المهاجم جيريمي ألياديار (37) وبنجامين كورنييه (47) وكيفن مونيه باكيه (70). وفقد بذلك مرسيليا فرصتي التصدّر مؤقتاً واسترجاع وصافته من باريس سان جيرمان ببقائه ثالثاً متخلّفاً عن باريس سان جيرمان بفارق الأهداف، إضافة إلى إمكانية فقدانه مركزه الثالث في حالة فوز سانت إيتيان على ليون في قمة الليلة لاحقاً، في حين قفز لوريان بفوزه إلى المركز الثامن بـ 24 نقطة.


تحويرات مفروضة ورهان ثقيل




على معقل الـ"فيلودروم" دخل أبناء الجنوب الفرنسي مواجهتهم أمام لوريان تحت طائلة رهان مُضاعف فقد كان مُطالباً باستعادة وصافته من باريس سان جيرمان الفائز أمس السبت على إيفيان برباعية كاملة من جهة، ومحاولة افتكاك الصدارة مؤقتاً من صاحبها ليون الذي سيلعب لاحقاً أمام "العنيد" سانت إيتيان وعلى معقل الأخير "جوفروا غيشار"، وهو ما يعني إمكانية بقاء الـ "أو ام" متزعّماً لـ "ليغ 1" في حالة فوزه وخسارة ليون. هذا الرهان كان شديد الوطأة على تشكيلة المدرب "إيلي بوب" التي كانت منقوصة من الثلاثي المؤثر والمتكوّن من بيار أندريه جينياك الغائب منذ مدّة للإصابة والثنائي الغاني أندري آيو والجناح الطائر رود بداعي العقوبة، كما أنّ هذه النقائص فرضت على بوب أن يحوّر الرسم التكتيكي المعتمد في هذه المواجهة ليصبح على شاكلة (4-4-1-1) وهو ما كان موجوداً على أرض الميدان، حيث تكفّل مورغان أمالفيتانو بمهام الجناح الأيمن، في حين شغل السريع لويك ريمي الجناح الأيسر ليتكفّل صانع الألعاب ماتيو فالبوينا بعملية التنشيط الهجومي وصنع الكرات لجوردان آيو الذي أوكلت له خطة رأس الحربة التي لم يتعوّد عليها سابقاً. من جهته، بادر لوريان بتوخّي خطة كلاسيكية (4-4-2) تعتمد على التوازن في الخطوط الثلاثة دون الإسراف لا هجومياً ولا دفاعياً، حيث اعتمد في الواقع على مهاجمين صريحين هما البوركيني ألان تراوري وجيريمي ألياديار، مع إعطاء ثنائي الجناح كيفن باكيه مونيه وبنجامين كورنييه حرية أكبر في إسناد المهاجمين.


بداية خجولة




كل الظروف المعرقلة المحيطة بأجواء مرسيليا التي سبق التطرّق إليها، لم تسمح للفريق بالدخول في غمار المباراة مبكّراً، حيث كان جلياً من البداية أنّ سمتي الحذر والخوف كانتا مسيطرتين على الجو العام بين الفريقين، حيث كان مرسيليا يسعى لنسيان جماهيره خيبة الخروج من الـ"يوروبا ليغ" بحصد تألق محلّي لا سيما عقب سلسلة متذبذبة ضمن الدوري في المباريات الخمس الأخيرة حيث سجّل هزيمتين أمام كل من بوردو (1-0) وليون (4-1) وانتصارين على بريست (2-1) وليل (1-0) وتعادل مع نيس (2-2). بداية اللقاء استناداً لكلّ ما ذُكر لم تكن موفّقة من جانب أصحاب الأرض فلئن آثر ضيفهم الجنوح إلى الانكماش الدفاعي في مناطقهم الخلفية، فإنّ زملاء فالبوينا مرسيليا لم يتمكّنوا من فكّ الشفرة المعقّدة لدفاع لوريان، ولأكثر مصداقية نقول إنّ هجمات مارسيليا لم تكن تسبّب أيّ وجع لعرين الحارس فابيان أودار المُحاط بدفاعاته المحصّنة، حتّى إنّ هذا الشوط الأول لم يشهد أية فرصة بارزة تستحق الذكر عدا واحدة كانت برسم الدقائق الأولى، والتي تسلّل فيها جوردان آيو من المحاصرة الفردية وأهدى بينية ذكية للويك ريمي الذي سدّد كرة سهلة في أحضان الحارس فابيان أودار (8). هذا الشوط وإن شهد احتكار الـ"أوام" للنسبة الأكبر في امتلاك الكرة التي وصلت إلى 60% مع مطلع الدقيقة 25، فإنّ معطى الاستحواذ للمحليين لم يكن يعني شيئاً مع عجز أصحاب الدار عن إقلاق راحة لوريان المتماسك دفاعياً والمنظّم عموماً وإن لم يبرح مناطقه الخلفية.


منعرج ضدّ المجرى



مع اقتراب الشوط الأول من نهايته لم يتوقّع أي من متابعي اللقاء أن يشهد سيناريو مغاير غير نتيجة التعادل السلبي أو هدف لمرسيليا في أقصى الحالات عطفاً على ما تقدّم، بيد أنّ جيريمي ألياديار كان له رأي مخالف حيث ضرب بتكهنات الجميع عرض الحائط، عندما توغّل بشكل مفاجئ وذكي في أول عملية هجومية صريحة للضيوف وأجبر متوسط الميدان البوركيني لمرسيليا تشارلز كابوري على ارتكاب خطأ العرقلة عليه داخل مناطق الجزاء، ما جعل الحكم بينوا ميّو غير متردّد في طرد اللاعب بعد نيله البطاقة الصفراء الثانية في أقلّ من 10 دقائق (الإنذار الأول في الدقيقة 27 والطرد 37)، والإعلان عن ركلة جزاء واضحة نجح بعد ذلك نفس اللاعب جيريمي ألياديار في تنفيذها بشكل مميّز ليضع فريقه في المقدّمة وسط صدمة واضحة للمدرب إلي بوب (38). هدف لوريان المتأخّر من علامة الجزاء إضافة إلى البطاقة الحمراء لم يسمحا لأبناء الجنوب بالتقاط أنفاسهم في ما تبقّى من هذا الشوط حتى يسجّلوا ردّة فعل قوية، لذلك انتهى على إحداث الزوّار لمفاجأة من العيار الثقيل مؤقتاً.


صفعة مبكّرة

الحدث الذي انتهى عليه شوط المباراة الأول كان يفرض على المدرب بوب إجراء تحويرات حتمية لسدّ ثغرة المطرود كابوري، ولكنّ "مستر إيلي" لم يقم بأيّة تحويرات تُذكر ما حافظ على الخلل القائم منذ نهاية الشوط الأول، وكان لوريان على العهد وغير متسامح مع تباطؤ بوب في قراءته الفنية، حيث لم يُمهل القادم من الخلف بنجامين كورنييه لا مارسيليا ولا مدرّبه وقتاً للاستفاقة ولملمة الأوراق، وباغتهم بصفعة الهدف الثاني عبر تلقّيه عرضية متقنة من آلان تراوري لم يجد صعوبة تذكر في تدوينها في مرمى ستيف مانداندا (47)، ليعقّد أكثر طريق العودة لأجواء اللقاء على الفريق المحلّي. في هذا النصف الثاني من حوار مرسيليا (الثالث بـ29 نقطة قبل هذا اللقاء) ولوريان (الحادي عشر بـ21 نقطة)، انقلبت موازين القوى بنسبة 380 درجة فكأنّ لوريان هو من يلعب على أرضه ومارسيليا هو الذي يقوم بدور الضيف فآلت السيطرة الكلية لأبناء كريستيان غوركوف الذين هيمنوا بالطّول والعرض وأتوا على الأخضر واليابس في شوط ثان لم يبرز فيه مرسيليا على الإطلاق إلاّ من خلال فرصة تذليل الفارق الثمينة برأس جوردان آيو أبدع الحارس أودار في إبعادها عن مرماه (57).


رصاصة الرحمة





الضغط الكبير الذي فرضه الزوّار على المحليين كان ينبئ في كلّ هجمة بمضاعفة النتيجة، خصوصاً في ظلّ حالة الصمت والشلل التي ظهر عليها إيلي بوب الذي لم يحرّك ساكناً تجاه وضعية فريقه التائه جملة وتفصيلاً، والذي كان "جديراً" بتكبّد هزيمة تاريخية مذلّة وقّع عليها فعلاً المتألّق كيفن مونيه باكيه الذي سدّد كرة أرضية قوية لم يتمكّن مانداندا من فعل أيّ شيء حيالها، ليتمّ الإعلان عن الهدف الثالث (70) وإرساء سقوط تاريخي بكل المقاييس لم يتكبّد مرسيليا مثيلاً له.




ريمس يعرقل بوردو




وفي مباراة أخرى، نجح ريمس في عرقلة مساعي بوردو نحو الالتحاق بكوكبة الطليعة حيث انتهت المواجهة التي أقيمت بينهما على ملعب "أوغوست ديلون" على نتيجة التعادل السلبي (0-0). وبهذه النتيجة بقي بوردو في المركز السادس برصيد 26 نقطة بالاشتراك مع فالنسيان ورين وسانت إيتيان الذي تنقصه مباراة أمام ليون كما سبق وذكرنا آنفاً، في حين يحتلّ ريمس حتى الآن المركز الخامس عشر بمجموع 17 نقطة.













A G O